وكان من هذه المدة مريضا بالفالج نحو سنتين وتسعة أشهر وأياما. ولم يكن موته بالفالج وإنما عرضت له حمى حادة أياما، فكانت وفاته بها.
وكان عمره نحو ثلاث وأربعين سنة، لأن مولده سنة تسع وتسعين وخمسمائه.
ولم يخلف من الذكور غير مولانا السلطان الملك المنصور، قدس الله روحه، وأخيه الملك الأفضل نور الدين أبى الحسن على.
كان رحمه الله شهما شجاعا إلى الغاية القصوى، لم أعرف من أهل بيته من كان أفرس منه وأشجع. وكان قويا أيّدا (?)، يحمل لقا (?) من الحديد ويضعه على كتفه وقت ركوبه، لا يقدر غيره على حمله لثقله. وحضر حروبا كثيرة أبان فيها عن شجاعته وفروسيته. وكان فطنا ذكيا لوذعيا سريع الإدراك، قوى الفراسة. وكان مع هيبته المفرطة حسن المجاورة طيّب المفاكهة، جميل العشرة لأصحابه وخواصه.
وكان له ميل إلى من عنده فضل ومعرفة. ورد إليه الشيخ علم الدين قيصر بن أبى القاسم المهندس الفاضل في العلوم الرياضية (?)، فأحسن إليه وقربه وولاه تدريس المدرسة الحنفية النورية بحماة (?). وبنى له أبراجا لسور حماه في غاية الحسن، وطاحونا في الجانب الأسفل وعليها برج عظيم حفظ به تلك الناحية.