ثم رحلوا إلى منبج، فامتنع أهلها بالسور، ودربوا المواضع التي لا سور لها، فهجموا البلد بالسيف يوم الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الأول من هذه السنة (?)، أعنى سنة ثمان (?) وثلاثين وستمائة. وقتلوا من أهل البلد خلقا، وخربوا دوره ونبشوها، وأخذوا أموالا عظيمة، وسبوا الأولاد والنساء وارتكبوا بهن (?) العظائم.
والتجأ جماعة من النساء إلى الجامع فدخلوا عليهن (?)، وارتكبوا الفواحش في الجامع. وكان الواحد منهم (?) يأخذ المرأة وعلى صدرها ولدها الرضيع، فيأخذه ويضرب به الأرض ويأخذها ويمضى. ثم رجعوا إلى بلادهم وقد أخربوا كل ما حول حلب.
ذكر وصول الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد
أسد الدين صاحب حمص لنصرة الحلبيين
وكان الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص في مقابلة الفرنج، وقد عزم على دخول بلدهم للإغارة عليهم، وعنده من عسكره وعسكر الملك الصالح [عماد الدين (?)] إسماعيل صاحب دمشق نحو ألف فارس.