ولما جرى ما ذكرناه من اعتقال الملك الصالح [نجم الدين أيوب] (?) بالكرك، توجه الملك الناصر داود بعسكره ومن معه من أصحاب الملك الصالح [نجم الدين أيوب (?)] إلى القدس، ونازل القلعة التي بناها الفرنج، ونصب عليها المجانيق (?)، ولم يزل مصابرا لها حتى سلمت إليه بالأمان. ولما سلمت إليه هدمها، وهدم برج داود عليه السلام. واستولى الملك (?) الناصر على القدس [الشريف (?)] وطهره من الفرنج، ومضى من كان فيه من الفرنج إلى بلادهم. واتفق عند هذا الفتح وصول محيى الدين بن الجوزى رسول الخليفة وصحبته جمال الدين بن مطروح، فقال جمال الدين (?) يمدح الملك الناصر داود، ويذكر مضاهاته [في فتح القدس (?)] لعمه الملك الناصر صلاح الدين يوسف مع اشتراكهما في اللقب والفعل وهو معنى لطيف مليح (?):
المسجد الأقصى له عادة ... سارت فصارت مثلا سائرا
إذا غدا بالكفر مستوطنا ... أن يبعث الله له ناصرا