[وفى هذه الواقعة يقول جمال الدين بن عبد، وكان شاعرا مغنيا متميزا، وكان أحد ندماء الملك الجواد، يمدحه ويذم الملك الناصر - رحمهما الله - ووافقه أن انهزام الملك الناصر كان على المنزلة المسماه ظهر حمار:
يا فقيها قد ضل سبل الرشاد ... ليس يغنى الجدال يوم الجلاد
كيف ينحى ظهر الحمار هزيما ... من جواد يكر فوق جواد
وكان جمال الدين هذا قد اتصل بعد ذلك بالملك الصالح نجم الدين أيوب لما ملك مصر، واجتمعت به مرارا عند الأمير حسام الدين بن أبى على - رحمه الله - وكنت سمعت أنه دخل يوما دار بعض الأكابر فأخرجه البرد (?) دار فقال:
مغن يخرج قبل الدخول ... وأقبح شىء خروج المغنى
وهذا معنى ظريف، فأنشدنى (?) لأبى الحسين الجزار (?)، شيئا يشبه هذا اللون، أنه أراد الدخول إلى بعض الأكابر فضربه البرد دار ومنعه من الدخول فقال: