وما تركهم للقتل حلما وإنما ... يرون بقاء المرء في عصرهم أشقى
فبلغ الملك الكامل ذلك فلم يلتفت إلى قوله، ومع هذا الحلم] (?)] [العظيم، كان عظيم الهيبة.
وبلغ من هيبته أن الرمل الذى بين العريش وديار مصر كان يمر به الإنسان وحده ومعه الذهب الكثير، أو الجماعة اليسيرة ومعهم الأحمال من القماش فلا يخافون سارقا ولا قاطع طريق] (?). ولقد سرق في الرمل مرة بساط، فأحضر العرب الذين يخفرون الطريق، فقال: «أريد البساط بعينه وأريد سارقه، وإلا أذهبت (?) نفوسكم، ونهبت أموالكم»، فبذلوا له عوضه شيئا كثيرا، فأبى أن يقبل شيئا من ذلك، وأصر على مطالبتهم بالمأخوذ بعينه فأحضروه له.
[2 ب] وكان يباشر الأمور بنفسه، واستوزر في أول ملكه وزير أبيه الصاحب صفى الدين بن شكر (?)، ثم لما مات صفى الدين لم يستوزر بعده أحدا (?).
وكان (?) في أول زيادة النيل يخرج بنفسه وينظر في الجسور وإصلاحها، ويرتب على كل جسر من الأمراء من يتولاه، ويجمع الرجال لإصلاحه وعمله، ثم يشرف على الجسور بنفسه، فأى جسر منها اضطرب بتفريط من يتولاه عاقب المتولى له أشد العقوبة. فعمرت في أيامه ديار مصر عمارة كثيرة (?).