حتى مرض واشتد مرضه. وكان [سبب (?)] مرضه على ما حكى لى [الرشيد أبو حليقة (?)] طبيبه، أنه أصابه [زكام فدخل الحمام في ابتدائه، فصب ماء شديد الحرارة على رأسه، وعمل ذلك اتباعا لقول محمد بن زكريا الرازى في كتاب سماه «طب ساعة (?)» ذكر فيه أن من أصابه زكام فصبّ على رأسه ماء شديد الحرارة انحلّ زكامه لوقته. وهذا وأمثاله مما يوجد في الكتب لا ينبغى أن يعمل به على الطبيعة. قال: فانصب من دماغه مادة مادة إلى فم معدته فتورمت، وعرضت له حمىّ شديدة. وأراد القىء فنهاه الأطباء عنه، وقالوا: «إن فعل هذا هلك في الوقت»، فخالفهم وتقيأ فهلك لوقته.
وحكى لى رضى الدين بن الحكيم موفق الدين إبراهيم - الذى كنا قدمنا ذكره في خبر وفاة الملك الأشرف (?) - قال: أن الملك الكامل عرضت له خوانيق (?) وأنها انقطعت (?) وتقيأ دما كثيرا ومدة (?)، وأراد القىء فشاور الأطباء، فمنهم من أشار به.
فقال له الحكيم موفق الدين إبراهيم المذكور لا يفعل، وأنكر على من أشار بالقىء، فخالفه وتقيا، فانصبت بقية من المادة إلى قصبة الرئة وسدتها، فمات رحمه الله (?)].