حتى قيل أنه كان يصل إليه الحمل [الذى (?)] فيه المال المستكثر فيطلقه لأحد (?) الحاضرين عنده [199 ب]. ولم نسمع أن أحدا من الملوك والعظماء بعد آل برمك فعل فعله في التوسع في العطاء والكرم.
ونقل عنه مع ذلك من حسن الخلق (?) وجميل العشرة لأصحابه ما لم ينقل مثله عن أحد من الملوك المتقدمين. فحكى لى بعض من كان يصحبه قال: أهدى إليه يوما خيار في أول باكورته وأنا عنده، فوضعه (?) بين يديه وشرع في تقشيره واحدة بعد واحدة. وكلما قشر واحدة أكلها حتى أتى على ذلك الخيار الذى أهدى اليه، وكان [عدده قليلا (?)]. [ثم أمر لمن أتاه بذلك الخيار بخمسمائة درهم فأخذها وانصرف (?)]. قال: فعجبنا من كونه لم يؤثر أحدا من الحاضرين بشىء منه (?).
وكانت عادته - رحمه الله - أنه إذا أتى بشىء (?) أكل بعضه وآثر الحاضرين ببقيته. فلما لم يفعل هذا ذلك اليوم، وخالف عادته تعجبنا منه. فلما فرغ منه قال: «هل علمتم ما السبب في أنى لم أعطكم من هذا الخيار شيئا؟».