فاستولى عليها الداوية وعمروها، فخرجوا في هذه السنة بعد موت الملك العزيز وأغاروا على العمق، واستاقوا أغناما للتركمان ومواشى كثيرة لهم ولغيرهم (?). فسير إليهم من حلب الملك المعظم [فخر الدين (?)] تورنشاه بن صلاح الدين (?) مقدما على عسكر حلب، فنازل بهم بغراس وحصرها مدة، حتى تهدم (?) مواضع من سورها بالمنجنيق (?)، وفقد (?) ما كان عند أهلها من الذخائر، وأشرفت على الأخذ، فشفع فيهم الأبرنس - صاحب أنطاكية (?) - بعد أن كان مغاضبا لهم، فرأى الملك المعظم (?) والعسكر المصلحة في إجابته إلى ذلك، وعقدوا الهدنة مع الداوية على بغراس، فرحلوا عنها، ولو أقاموا [عليها (?)] يومين آخرين لملكوها.
ثم سار العسكر عن بغراس بعد أن خربوا بلدها خرابا شنيعا ونزلوا بالقرب من دربساك، فجمعت الداوية جمعا كثيرا واستنجدوا بصاحب جبيل وغيره من الفرنج، وجمعوا راجلا كثيرا، وساروا من جهة حجر شغلان (?) إلى دربساك، ليكبسوا ربض دربساك على غرة من أهله، ولينالوا غرضا منه (?). وفطن بهم