فاستحلف الناس لولده الملك الناصر صلاح الدين يوسف. وأرسل الصاحب كمال الدين بن العديم إلى أخيه (?) الملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر صاحب عين تاب فاستحلفه لنفسه ولابنه الملك الناصر بعده (?). ثم توفى - رحمه الله - في شهر (?) ربيع الأول من هذه السنة. وعظمت المحنة (?) بموته، وكان عمره ثلاثا (?) وعشرين سنة وشهورا فإن مولده كان في سنة عشر وستمائة.
كان [الملك العزيز] (?) - رحمه الله - ملكا عادلا رحوما مشفقا على رعيته متوددا إليهم، مائلا إلى أهل الدين والخير. ويكفيه من المناقب الحسنة (?) ما حكيناه عنه (?) من رده كمال الدين بن العجمى لما طلب القضاء بحلب، وبذل جملة كثيرة يقدمها في الحال وشيئا مقررا يحمله كل (?) سنة من الأوقاف والشروط وغيرها، وأنه لم يصغ إلى ذلك ولم يلتفت إليه، ورأى أن ذلك يكون ذريعة إلى الجور في الأحكام والعدول عن القوانين الشرعية، وأن من يقدم (?) على أن يبذل في القضاء [194 ب] هذه الجملة