وأعرض عنه بالكلية. وحكى لى بعض أولاد الملك الناصر - رحمه الله - أن ذلك كان بسبب اتفاقه مع الملوك لما كانوا داخلين من جهة الدربند، وقد كنا أشرنا إلى ذلك.
في هذه السنة [أعنى سنة إحدى وثلاثين وستمائة (?)] كان أشار على الملك المظفر صاحب حماه سيف الدين بن أبى على [الهذبانى (?)]- وكان غالبا على أمره كله ومتحكما في دولته التحكم الكلى والأمور كلها راجعة اليه - أن تبنى في المعرة قلعة (?). وأوهمه أن في ذلك مصلحة ظاهرة، فأجابه إلى ذلك وجدّ في بنائها فبنيت في مدة شهرين. وساعده على ذلك ما في المعره من الحجارة (?) المنحوتة المهيأة ظاهر البلد وباطنه (?). وسلم إلى كل أمير من أمراء الدولة برج من أبراجها، فكمل بناؤها في هذه المدة اليسيرة. ورتب فيها جامع، وحشدت بالرجالة والوالى. وأودعت من العدد وآلات الحرب ماجرت به العادة. ولم يكن بناؤها مصلحة، ولم يكن [الرأى (?)] الذى أشار به سيف الدين صوابا [187 ا]. وظهر فساد هذا الرأى لما انتزعها الحلبيون من أيدى نواب الملك المظفر، وصارت بأيدى الحلبيين.