كنا قد ذكرنا (?) أن الملك المظفر لما تسلم حماة تقدم إليه الملك الكامل أن يسلم بعرين إلى أخيه الملك الناصر قلج أرسلان، فسلمها إليه فبقيت في يده [183 ا] إلى هذه الغاية.
ثم أنه (?) بعد أن فتح السلطان الملك الكامل آمد طلب منه الملك المظفر الإذن في أن يقصد بعرين وينتزعها من أخيه الملك الناصر، واعتذر إليه بأنه يخاف إن تركها في يده أن يقصدها الفرنج لأنهم جيرانها، فيأخذوها منه لضعفه عن حمايتها، فيقوى الضرر بذلك على المسلمين؛ فأن بعرين تجاور حصن الأكراد وصافيتا، ولهم عليها قطيعة، وهم في كل وقت يقصدونها، وبعض قراياها (?) بين المسلمين والفرنج مناصفة، فأذن له السلطان [الملك الكامل (?)] في ذلك. فقصدها الملك المظفر في هذه السنة - أعنى سنة ثلاثين وستمائة، ونازلها بعسكره بعد أن بعث إلى أخيه يأمره بالنزول عنها، وأن يسلمها إليه، ويتهدده إن لم يجبه إلى ذلك، فلم يلتفت وأصر على العصيان والامتناع. ولما نازلها الملك المظفر زحف عليها،