عظيما. ولما رأى غرام مظفر الدين لمولد النبى، صلى الله عليه وسلم، صنف له كتابا سماه (التنوير في مولد السراج المنير) وقرأه [181 ا] على مظفر الدين بنفسه. قال القاضى شمس الدين [أحمد بن خلكان (?)]: وسمعناه على مظفر الدين في ست مجالس، وختم الحافظ بن دحيه هذا الكتاب بقصيدة أولها:
لولا الوشاة وهم ... أعداؤنا ما وهموا
فدفع الملك المعظم [مظفر الدين كوكبورى] (?) إلى الحافظ بن دحيه ألف دينار.
وذكر القاضى شمس الدين أن هذه القصيدة في ديوان الأسعد بن مماتى المصرى (?).
قال القاضى شمس الدين [ابن خلكان (?)]: وكان مظفر الدين إذا استطاب شيئا من الطعام لا يختص به، بل إذا أكل من زبدية منه لقمة [طيبة (?)] قال لبعض الجاندارية: «احمل هذه إلى الشيخ فلان أو فلانة» ممن هم عنده مشهورون بالصلاح. وكذلك كان يعمل في الحلوى والفاكهة وغير ذلك من المطاعم [والمشارب والكساء (?)].
وكان حسن الأخلاق، كثير التواضع، حسن العقيدة، سالم الطوية (?)، شديد الميل إلى أهل السنة والجماعة، لا ينفق عنده من أرباب العلوم سوى الفقهاء والمحدثين، ومن عداهم لا يعطيه شيئا إلا تكلفا. وكذلك الشعراء لا يقول