من قبح السيرة، ومقلعا لأنه - أعز الله أنصاره - لم يقصده إلا غضبا لله لما انتهكه من محارمه، وإقامة لمنار العدل الذى شرع في هدم [171 ا] معالمه (?)، وشفقة على خلق الله الذين بسط عليهم - لمّا (?) وليهم - أيدى مظالمه. فلما أبى إلا التمادى في الطغيان والإيغال في مهالك العصيان، وظن أن الثلوج تنجده، وأن الشيطان يفى له بوعده وطالما أخلف من يعده، واغتر بأصحابه الذين هم معه بأجسامهم (?) وعليه بقلوبهم، ووثق برعاياه الذين كانوا قد وقعوا معه بذنوبهم، أمر السلطان [الأعظم (?)]- أعز الله أنصاره - أبطاله (?) بالزحف فتقدمت وزحفت، وتقدم إلى عساكره بالتحرك فتزلزلت الأرض لحركتهم ورجفت، ودنا (?) الجيش المنصور من السور فدنا (?) وتدلى، ورأى الخصم عين القصم (?) فعبس وتولى، وأطلق الجاليش عقائل التراكيش (?) فكشفت السور وهتكت حجابه، وأماط الزراقون (?) لثامه، وسفر النقابون نقابه، وأرسلت عليهم الجنايا رسل المنايا، وخرجت لهم خبايا البلايا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015