ولم ير التابوت سكت ولم ينكر. وهذه الواقعة من أعجب الأشياء، وقد بلغتنى من جهات، ولا أشك فيها (?) من حيث الجملة وإن اختلف في تفصيلها.
ثم حصر التتر - مدينة مراغة وهى من أعظم بلاد أذربيجان، فامتنع أهلها أولا ثم أذعنوا بالتسليم (?) على أمان طلبوه [فأمنوهم (?)]، فدخل التتر البلد (?). ولما دخلوه قتلوا فيه، إلا أنهم لم يكثروا في القتل، وأقاموا في البلد شحنة من قبلهم، وعظم حينئذ شأن التتر، واشتد خوف الناس منهم بأذربيجان.
ذكر كبس التتر السلطان جلال الدين [بن علاء (?) الدين] بن
خوارزم شاه عند آمد وهزيمته منهم ثم مقتله
[165 ا] ولما تمكن التتر في بلاد أذربيجان، يقتلون ويخربون السواد، وينهبون الأموال، وهم عازمون على قصد جلال الدين وتتبعه، ورأى [جلال الدين] (?) ما هو فيه من الوهن والضعف، فارق بلاد أذربيجان وقصد بلاد خلاط، وأرسل إلى نائب السلطان الملك الأشرف بها يقول: «إنا لم نأت للحرب والأذى، وإنما خوف هذا العدو حملنا على قصد بلادكم».