ولما قبض على الملك العادل وولى أخوه الملك الصالح نجم الدين أيوب استمر الأمر على ذلك. وأرسل إليه الملك الصالح الشيخ العلامة سراج الدين الأرموى الذى هو قاضى قونية من بلاد الروم الآن. وأقام سراج الدين عنده مكرما مدة، وصنف له كتابا في المنطق، وأحسن إليه الأنبرطور إحسانا كبيرا.

وعاد سراج الدين إلى الملك الصالح مكرما.

ولما قصد ريدا فرنس (?) - وهو من أكبر ملوك الفرنج - الديار المصرية سنة سبع وأربعين وستمائة، بعث إليه الأنبراطور ينهاه عن ذلك، ويخوفه ويحذره عاقبة الأمر، فلم يقبل منه. فحكى لى سرنرد وهو مهمنددار (?) منفريد (?) ابن الأنبراطور قال: «أرسلنى [145 ب] الأنبراطور في السر إلى الملك الصالح نجم الدين لأعرفه عزم قصد ريدافرنس على الديار المصرية وأحذره منه، وأشير عليه بالاستعداد له. فاستعد له الملك الصالح، ورجعت إلى الأنبراطور، وكان ذهابى إلى مصر ورجوعى في زى تاجر (?). ولم يشعر أحد باجتماعى بالملك الصالح خوفا من الفرنج أن يعلموا ممالأة الأنبراطور للمسلمين عليهم».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015