ولما ولى المستنصر بالله الخلافة سلك في العدل والأحسان إلى الرعية واتباع السنة مسلك أبيه الظاهر [بأمر الله (?)]. وأمر فنودى ببغداد بإفاضة العدل وإن من كانت له حاجة أو مظلمه يطالع بها لتقضى حاجته، وتكشف مظلمته.

فلما كانت أول جمعه أتت على خلافته أراد أن يصلى الجمعه في المقصورة التي جرت عادة الخلفاء بالصلاة فيها، فقيل له إن المطبق (?) - الذى يسلك منه إليها (?) فيه - خراب لا يمكن سلوكه، فركب فرسا وسار إلى جامع القصر ظاهرا بحيث يراه الناس بقميص أبيض وعمامة بيضاء بسكاكين حرير (?). ولم يترك أحدا يمشى معه، بل أمر كل من أراد [أن] (?) يمشى معه من أصحابه بالصلاة في الموضع الذى كان يصلى فيه. وسار ومعه خادمان وركاب دار لا غير (?)، وصلى وعاد. وكذلك فعل في الجمعة الثانية حتى أصلح له المطبق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015