يعيده إلى صاحبه ولا يراجع (?) فيه. وأقام رجلا حنبليا صالحا في ولاية الحشرى (?) وبيت المال فكتب إليه: «إن من مذهبى توريث ذوى الأرحام؛ فإن أذن أمير المؤمنين أن أفعل ذلك وليت وإلا فلا». فكتب إليه الخليفة: «اعط كل ذى حق حقه، واتق الله ولا تتق سواه».

وكانت العادة جارية في بغداد أن حارس كل درب يبكر ويكتب مطالعة إلى الخليفة بما تجدد في دربه من إجتماع بعض الأصدقاء ببعض على نزهة أو سماع أو غير ذلك، وكذلك يكتب بكل ما تجدد من صغير وكبير، فكان الناس من هذا في حجر عظيم. فلما تولى الظاهر الخلافة أتته المطالعات على العادة فأمر بقطعها وقال: «أي غرض لنا في معرفة أحوال الناس في بيوتهم، فلا يكتب أحد إلينا إلا ما يتعلق بمصالح دولتنا». فقيل له إن العامة تفسد بذلك، ويعظم شرها. فقال: «نحن ندعو الله أن يصلحهم (?)».

ولما ولى الخلافة وصل صاحب الديوان (?) من واسط، وكان قد سار إليها في أيام الناصر لتحصيل الأموال، فلما وصل وصل معه ما يزيد على مائه الف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015