الأشرف إلى حران وخرج من بقى من عسكر حلب إلى حاضر قنسرين (?) لأنجاد الملك المجاهد صاحب حمص. وأخرب الملك المعظم قرايا حمص ومزارعها، وامتدت غاراته إلى سلميه، وهى يومئذ للملك المظفر بن المنصور وهو عند خاله الملك الكامل بمصر. وطال مقام الملك المعظم على حمص، ولم ينل من قلعتها ومدينتها غرضا، ووقع الفناء في عسكره وماتت دوابهم وكثر المرض فيهم.
ذكر رحيل الملك المعظم عن حمص وقدوم الملك
الأشرف عليه ومقامه عنده بدمشق
ولما جرى [للملك المعظم] (?) ما ذكرناه، ولم ينل بحصاره لحمص غرضا، رحل عنها راجعا إلى دمشق في شهر رمضان من هذه السنة، أعنى سنة ثلاث وعشرين وستمائة. ورحل الملك الأشرف جريدة إليه قصدا لقطع مادة الشر، فالتقاه أخوه الملك المعظم وأظهر السرور بمقدمه، وضربت البشائر بدمشق، وزين البلد، ونصبت القباب، وأظهر [الملك المعظم (?)] الابتهاج العظيم به، وحاله في الباطن بخلاف ما أظهر، والرسل مع ذلك مترددة بين الملك المعظم وبين السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه.
ووصل رسول جلال الدين ومعه خلعة سنية للملك المعظم فلبسها وركب بها، وعزم الملك المعظم على تزويج إحدى بناته من جلال الدين. وجرت