وبالجملة (?) ذلك كله من محاسن الأخلاق الممدوحة شرعا وعقلا [122 ب]، وقرئت هذه الخطبة بمحضر من السلطان والأكابر. وكان القاضى بحماة يومئذ بهاء الدين أبا اليسر بن موهوب (?) فأمره السلطان بلبس سراويل الفتوة في المجلس فلبسها ولبسوها الجماعة.

وكذلك [أيضا (?)] منع الخليفة من الدعوة في البندق إلا له، وأبطل المناسيب في جميع البلاد إلا (?) له، فأجابه الناس بالعراق وسائر الأمصار إلى ذلك ما خلا رجلا واحدا راميا بالبندق من أهل بغداد فإنه امتنع من إجابته، وهرب من العراق ولحق بالشام، فأرسل إليه [الخليفة (?)] يرغبه بالأموال الجزيلة ليرمى عنه، فامتنع من الرمى له والانتساب اليه، فأنكر ذلك عليه بعض الناس فقال:

«يكفينى فخرا أنه ليس في الأرض أحد من الرماة إلا وهو منسوب إلى الخليفة غيرى». وصنف الخليفة كتابا في الحديث النبوى فيه أسانيد صحيحة عالية رواها الخليفة عن أكابر من المحدثين، وسمى الكتاب «روح العارفين (?)».

ثم أجازه الخليفة [الناصر لدين الله (?)] لجماعة وأمرهم أن يسمعوه في العراق وفى سائر الآفاق. ووصل هذا [الكتاب (?)] في سنة ثمان عشرة وستمائة على يد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015