وكان يميل إلى رمى البندق (?) واللعب بالطيور المناسيب، ولبس سراويلات النبوة والفتوة (?). وكاتب سائر ملوك الأطراف في أن ينتموا إليه في رمى البندق وفى الفتوة. فبطل الفتوة في البلاد جميعها إلا من يلبس منه سراويلها ويدعى له فيها، فلبس سائر ملوك الأطراف سراويلات الفتوة له، وادعوا له في رمى البندق. ووصل رسوله إلى حماة في أيام الملك المنصور [ناصر الدين أبو المعالى محمد (?)]- رحمه الله - وتقدم إليه بأن يلبس للخليفة [سراويل الفتوة (?)] ويلبس الأكابر له. فتقدم الملك المنصور بأن يعمل خطبة في الفتوة، فعمل والدى - رحمه الله - خطبة بديعة في هذا المعنى، واستشهد بآيات من القرآن منها قوله تعالى: {قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ (?)}»، ومنها قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ (?)}» وغير ذلك من الأخبار والآثار التي [يحض فيها (?)] على عمل الطاعات واجتناب المآثم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ونصر المظلوم على الظالم، وإغاثة الملهوف وحفظ الجار، وغير ذلك مما يشترطونه في الفتوة.