السلطان عند ذلك بتغريق عدة من المراكب في النيل، فمنعت مراكب الفرنج من سلوك النيل.

فلما رأى الفرنج ذلك قصدوا خليجا هنالك يعرف بالأزرق (?) كان النيل يجرى فيه قديما، فحفروه وعمقوه فوق المراكب التي جعلت في النيل، فأجروا الماء فيه إلى البحر المالح وأصعدوا مراكبهم فيه إلى موضع يسمى بوره (?) على أرض [جيزة دمياط (?)] مقابل المنزلة التي بها السلطان ليقاتلوه من هنالك. فلما صاروا في بوره حاربوه وقاتلوه في الماء وزحفوا إليه غير مرة، فلم يظفروا بطائل.

ولم يتغير على أهل دمياط شىء لأن الميرة والامداد متصلة إليهم، والنيل يحجز بينهم وبين الفرنج [77 ب] وأبواب المدينة مفتحة وليس عليها من الحصر ضيق ولا ضرر.

ولما علم العسكر بموت السلطان الملك العادل بالشام حصل عند بعضهم الطمع. وكان في العسكر عماد الدين أحمد بن سيف الدين على بن المشطوب، وكان معظما عظيما في الأكراد الهكارية (?). فاتفق مع جماعة من الجند والأكراد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015