وأبصر في المفاضة منك ليثا (?) ... فأخرق لا يسير ولا يقيم
كأنّك في العجاج شهاب نور ... توقّد وهو شيطان رجيم
أراد بقاء مهجته فولّى ... وليس سوى الحمام له حميم
ولما رجع ملك الروم وصل إلى عماد الدين زنكى رسول الخليفة الإمام المقتفى لأمر الله أمير المؤمنين، وهو مؤيد الدين سديد الدولة بن الأنبارى - كاتب الإنشاء ورسول السلطان مسعود - بالخلع، فلبس خلعة الخليفة والسلطان وركب بهما، وذلك بظاهر مدينة حمص يوم عرفة [49] من هذه السنة - أعنى سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة - ودخل بزمرد خاتون أم الأمير شهاب الدين محمود، صاحب دمشق - كما تقدم -.
وفى المحرم سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وصل الأمير عماد الدين - رحمه الله - إلى حلب، واستقر أهلها وأهل حماة وأهل منبج على حصن بزاعة حتى فتحه بالسيف [وقتل كل من فيه من الروم والفرنج (?)] وجمعت رؤوس القتلى وبنيت منها منارة أذّن عليها؛ ثم تحول بالعسكر إلى حصار قلعة الأثارب ففتحها في صفر، ثم توجه إلى البلاد الشرقية.
وفى هذه السنة نازل عماد الدين قلعة دارا، وهى للأمير حسام الدين تمرتاش [ابن] ايلغازى بن أرتق (?) [فلم ينل منها طائلا، وخاف على المسلمين، ثم رحل منها إلى حرّان (2)].