في ملوكهم وقمامصتهم (1) وكنودهم (?) ليرحلوه عن بارين فلقيهم وقاتلهم أشد قتال، وصبر الفريقان، فهزم الفرنج، وأخذتهم سيوف المسلمين من كل جانب، فاحتمى ملوكهم وفرسانهم بحصن بارين - لقربه منهم -، فحصرهم المسلمون، ومنع عماد الدين منهم كل شىء، وتعذر وصول الأخبار إليهم، ودخلت القسوس والرهبان بلاد الروم والفرنج وما والاها من بلاد النصرانية، مستنصرين على المسلمين، وأعلموهم أن زنكى إن أخذ حصن بارين ومن فيها من الفرنج ملك جميع بلادهم في أسرع وقت لعدم المحامى عنها، وأن همة المسلمين مصروفة إلى فتح بيت المقدس، فحشدت النصرانية وجمعت، وقصدوا الشام مع ملك قسطنطينية.
وجدّ عماد الدين في حصار بارين، وعدمت عندهم الذخائر حتى أكلوا الدواب، فأذعنوا بالتسليم ليؤمنهم ليعودوا إلى بلادهم، فلم يجبهم [إلى ذلك (?)] فلما سمع بقرب ملك الروم واجتماعه بمن بقى من الفرنج أعطاهم الأمان، وتسلم منهم الحصن،