شهاب الدين محمود بن بورى (?) سلم حمص للأمير معين الدين أنر (?) - مملوك جده طغتكين -، فلما كانت هذه السنة - سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة - توجه الأمير عماد الدين من الموصل إلى حمص، وحصرها، وقبل وصوله إليها نازلها حاجبه [42] الأمير صلاح الدين محمد بن أيوب الياغيسيانى - صاحب حماة، وهو أكبر أمرائه -، وكان ذا مكر وحيل، أرسله عماد الدين (?) ليتوصل مع من فيها ليسلموها إليه، فوصل إليها وفيها الأمير معين الدين أنر (2) - وهو أكبر أمراء دمشق وإقطاعه حمص -، فلم ينفذ فيه مكره، ثم وصل عماد الدين فحصرها، وعاود معين الدين في تسليم البلد غير مرة، تارة بالوعد وتارة بالوعيد، فاحتج بأنها ملك شهاب الدين، وأنها بيده أمانة لا يسلمها إلا عن غلبة (?)، فأقام عليها إلى العشرين من شوال، ثم رحل عنها من غير بلوغ غرض.
ثم سار الأمير عماد الدين من حمص ونازل بارين - وهى للفرنج بالقرب من مدينة حماة -، وزحف إليها، فحشد الفرنج فارسهم وراجلهم، وساروا إلى عماد الدين