فحكى عن كمال الدين (?) أنه قال: «لما حضرت الديوان قيل لى: «تبايع أمير المؤمنين؟» فقلت: «أمير المؤمنين عندنا بالموصل (?)، وله في أعناق الخلق بيعة متقدمة». وطال الكلام وعدت إلى منزلى، فلما كان الليل جاءتنى امرأة عجوز سرا (?)، فاجتمعت بى وأبلغتنى رسالة عن الخليفة المقتفى لأمر الله، مضمونها (?) عتابى على ما قلت، واستنزالى عنه، فقلت: «غدا أخدم (?) خدمة يظهر أثرها»؛ فلما كان الغد أحضرت (?) الديوان، وقيل لى في معنى البيعة، فقلت: «أنا رجل فقيه قاضى، ولا يجوز لى أن أبايع لخليفة إلا أن يثبت عندى خلع المتقدم». فأحضروا الشهود وشهدوا عندى بالديوان بما أوجب خلعه، فقلت: «هذا ثابت لا كلام (?) فيه، ولكن لا بد لنا في هذه الدعوة من نصيب، لأن أمير المؤمنين قد حصل له خلافة الله في أرضه، والسلطان فقد استراح ممن كان يقصده، فنحن بأى شىء نعود؟» فرفع الأمر إلى الخليفة فأمر أن يقطع عماد الدين زنكى صريفين (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015