وأصحُّ القولين فيه قولُ أبي عبيدٍ (?) والأكثرين أنه تهديد (?)؛ كقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]، وقوله: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا} [المرسلات: 46].

وقالت طائفة: هو إذنٌ وإباحة (?)، والمعنى: أنك إذا أردتَ أن تفعل فعلًا فانظر قبل فعله، فإن كان مما يُستحيى فيه من الله ومن النَّاس فلا تفعلْه وإن كان مما لا يُستحيى منه فافعلْه فإنه ليس بقبيح.

وعندي أنَّ هذا الكلام صورتُه صورةُ الطَّلب، ومعناه معنى الخبر (?)، وهو في قوَّة قولهم: "من لا يستحي صَنَعَ ما يشتهي"؛ فليس بإذنٍ ولا هو مجرَّد تهديد، وإنما هو في معنى الخبر، والمعنى: أنَّ الرَّادع عن القبيح إنما هو الحياء، فمن لم يَسْتح فإنه يصنعُ ما شاء.

وأخرجَ هذا المعنى (?) في صيغة الطَّلب لنكتةٍ بديعةٍ جدًّا (?)؛ وهي أنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015