ولا سَتَر له عورةً، ولا امتنع من فاحشة.
وكثيرٌ من النَّاس لولا الحياءُ الذي فيه لم يؤدِّ شيئًا من الأمور المفتَرضة عليه، ولم يَرْع لمخلوقٍ حقًّا، ولم يَصِل له رَحِمًا، ولا برَّ له والدًا (?)؛ فإنَّ الباعث على هذه الأفعال إمَّا دينيٌّ - وهو رجاءُ عاقبتها الحميدة-، وإمَّا دنيويٌّ عاديٌّ (?) - وهو حياءُ فاعلها من الخلق-؛ فقد تبيَّن أنه لولا الحياءُ إمَّا من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبُها.
وفي التِّرمذي (?) وغيره مرفوعًا: "استحيُوا من الله حقَّ الحياء"، قالوا: وما حقُّ الحياء؟ قال: "أن تحفظ الرَّأسَ وما حوى، والبطنَ وما وعى، وتذكُر المقابرَ والبِلى".
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا لم تستَح فاصنع ما شئت" (?).