فالفكرتان الأوَّلتان (?) توجبُ له زيادةَ محبَّته وقوَّتها وتضاعُفَها، والفكرتان الآخرتان (?) توجبُ محبةَ محبوبه له، وإقبالَه عليه، وقربَه منه، وعطفَه عليه، وإيثارَه على غيره.
فالمحبةُ التامَّةُ مستلزمةٌ لهذه الأفكار الأربعة.
فالفكرةُ الأولى والثانيةُ: تتعلَّقُ بعلم التوحيد وصفات الإله المعبود- سبحانه- وأفعاله، والثالثةُ والرابعةُ: تتعلَّقُ بالطريق الموصلة إليه وقواطعها وآفاتها وما يمنعُ من السَّير فيها إليه.
فتفكُّره في صفات نفسه يميِّزُ له المحبوبَ لربِّه منها من المكروه له.
وهذه الفكرةُ توجبُ ثلاثةَ أمور:
أحدها: أنَّ هذا الوصفَ هل هو مكروهٌ مبغوضٌ لله أم لا؟
والثاني: إذا كان مكروهًا، فهل العبدُ متصفٌ به أم لا؟
والثالث: إذا كان متصفًا به، فما طريقُ رفعه (?) والعافية منه؟ وإن لم يكن متصفًا به فما طريقُ حفظ الصِّحة وبقائه على العافية والاحتراز منه؟
وكذلك الفكرةُ في الصفة المحبوبة تستدعي ثلاثةَ أمور:
هل هي محبوبةٌ لله مرضيَّةٌ له أم لا؟
الثاني: هل العبدُ متصفٌ بها أم لا؟