قال الواحدي (?): "فالرَّبَّانِي - على قوله - منسوبٌ إلى الربِّ، على معنى التخصيص بعلم الربِّ، أي: بعلم الشريعة وصفات الربِّ تبارك وتعالى.
قال المبرِّد: الرَّبَّانِي الَّذي يَرُبُّ العلمَ ويَرُبُّ الناسَ به، أي: يعلِّمهم ويُصْلِحُهم.
وعلى قوله، فالرَّبَّانِي مِنْ: رَبَّ يَرُبُّ رَبًّا، أي: تربيةً، فهو منسوبٌ إلى التربية"، يربيِّ علمَه ليكمُلَ ويَتِمَّ بقيامه عليه وتعاهُده إياه، كما يربيِّ صاحبُ المال مالَه، ويربيِّ الناسَ به كما يربيِّ الأطفالَ أولياؤهم.
وليس من هذا قولُه (?): {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: 146]، فالرِّبِّيُّون هنا: الجماعات، بإجماع المفسِّرين (?)، قيل: إنه من الرِّبَّة - بكسر الراء -، وهي الجماعة.
قال الجوهري: "الرِّبِّيُّ واحدُ الرِّبِّيِّين؛ وهم الألوفُ من الناس، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ} (?).
ولا يوصفُ العالِمُ بكونه ربَّانيًّا حتَّى يكون عاملًا بعلمه معلِّمًا له. فهذا قِسْم.