الوجه الرابع والعشرون: أنه أخبر انه خلق الخلق ليعلم عباده أنه بكل شيء عليم

الوجه الخامس والعشرون: أنه أمر أهل العلم بالفرح بما آتاهم وأخبر أنه خير مما يجمع الناس

وغَلَبتَه لهم بالحُجَّة، وأخبر عن تفضيله بذلك، ورفعِه درجتَه بعلم الحُجَّة، فقال تعالى عقيب مناظرته لأبيه وقومه في سورة الأنعام: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: 83].

قال زيدُ بن أسلم - رضي الله عنه -: "نرفعُ درجاتٍ من نشاء بعلم الحُجَّة" (?).

الوجه الرابع والعشرون: أنَّه سبحانه أخبر أنَّه خلقَ الخلق، ووضعَ بيتَه الحرام، والشهرَ الحرام، والهَدْي، والقلائد (?)؛ ليعلمَ عبادُه أنَّه بكلِّ شيءٍ عليم، وعلى كلِّ شيءٍ قدير، فقال تعالي: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]؛ فدلَّ على أنَّ علمَ العباد بربِّهم وصفاته وعبادتَه وحده هو الغايةُ المطلوبةُ من الخلق والأمر.

الوجه الخامس والعشرون: أنَّ الله سبحانه أمر أهلَ العلم بالفرح بما آتاهم، وأخبر أنَّه خيرٌ مما يجمعُ الناس، فقال تعالي: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، وفُسِّرَ فضلُ الله بالإيمان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015