وقال ابن جرير: معنى ذلك: أقرُّوا الطَّيرَ التي تزجُرونها في مواضعها المتمكِّنة فيها، التي هي بها مستقرَّة، وامضُوا لأموركم، فإنَّ زجرَكم إيَّاها غيرُ مُجْدٍ عليكم نفعًا، ولا دافع عنكم ضررًا (?).
وقال آخرون: هذا تصحيفٌ من الرواة، وخطأٌ منهم، ولا نعرفُ "المَكِنات" إلا اسمًا لبَيض الضِّباب دونَ غيرها (?).
قال الجوهري: "المَكِن بَيضُ الضَّبِّ. قال (?):
ومَكْنُ الضِّباب طعامُ العُرَيـ ... ـبِ لا تشتهيه نفوسُ العَجَمْ
وفي الحديث: "أقرُّوا الطير على مَكِناتها"، ومَكُناتها، بالضم والفتح.
قال أبو زياد الكلابي وغيره: إنَّا لا نعرفُ للطَّير مَكِنات، وإنما هي: وُكُنات، فأمَّا المَكِنات فإنما هي للضِّباب.
قال أبو عبيد: ويجوزُ في الكلام، وإن كان المَكِنُ للضِّباب، أن يُجْعَل للطَّير تشبيهًا بذلك، كقولهم: مَشَافرُ الحَبَش، وإنما المَشافرُ للإبل، وكقول زهير (?) يصفُ الأسد:
*له لِبَدٌ أظفارُه لم تُقَلَّمِ*