يتلفتُ إليه ولا يَعُدُّه شيئًا، على أنه مشتركٌ (?) بين المؤمن والكافر، فلِعُبَّاد الأصنام والمجوس والصابئة والفلاسفة والنصارى من ذلك شيءٌ كثير، وذلك لا ينفعُهم عند الله ولا يخلِّصهم من عذابه.

وهؤلاء الكُهَّانُ وعبيدُ الجنِّ والسَّحرةُ لهم من ذلك أمورٌ معروفة، وهم أكفرُ الخلق (?)، فغايةُ هذا المنجِّم اليهوديِّ الذي أخبَر ابنَ عباسٍ بما أخبره أن يكونَ واحدًا من هؤلاء، فكان ماذا؟ !

وهل يقفُ عند هذا إلا الهِمَمُ الدنيئة السُّفلية التي لا نهضةَ لها إلى الله والدار الآخرة، لِمَا يُرى (?) لها بذلك من التمييز عن الهَمَج الرَّعاع من بني آدم؟ !

فصل

* وأمَّا احتجاجُه بحديث أبي الدرداء: "لقد توفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وتركنا وما طائر يقلِّبُ جناحيه إلا وقد ذكَّرنا منه علمًا" (?)؛ فهذا حقٌّ وصدق، وهو من أعظم الأدلَّة على إبطال قولكم وتكذيبكم فيما تدَّعونه من علم أحكام النجوم، فإنه - صلى الله عليه وسلم - ذكَّرهم علمَ كلِّ شيءٍ حتى الخِراءة، وذكَّرهم من علم كلِّ طائرٍ (?) وكلِّ حيوان، وكلِّ ما في هذا العالم، ولم يذكِّرهم من علم أحكام النجوم شيئًا البتَّة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015