القوَّة في الحَدْس بخواصِّ الأحوال (?) التي تكونُ من امتزاجات الكواكب؛ فبلغَ من الصُّعوبة وتعسُّر الوقوف عليه إلى أن دَفَعَه بعض الناس، وظنُوا أنه شيءٌ لا يُدْرِكه أحدٌ البتة، وأكثرُ المتفرِّدين (?) بالعلم الأول - يعني علمَ الهيئة- ينكرونَ هذا العلم، ويجحدون منفعتَه، ويقولون: هو شيءٌ يقعُ بالاتفاق، وليس عليه برهان" (?).
إلى أن قال: "ومن المتفرِّدين بالعلم الثاني - يعني علمَ الأحكام - من يأتي على جزئيَّاته (?) بحُجَجٍ على سبيل النظر والجدل، ويظُن (?) أنها برهانٌ؛ لجهله بطريق البرهان وطبيعته".
فحصَل من كلام هذا تجهيلُ أصحاب الأحكام (?)، كما حصل من كلام الصُّوفي تكذيبُ أصحاب الأرصاد، وهذان الرجلان من عظمائهم وزعمائهم.