طبيعية وحوادث الآخرة إيمانية يقينية والحسيات أقوى جذبًا لمن لم يقو علمه ويقينه والحوادث إنما تبقى بكثرت أسبابها، فمخالطة الناس ورؤية المستحسنات والتعرض بالملذوذات يقوي حوادث الحس، والعزلة والفكر والنظر في العلم يقوي حوادث الآخرة، ويبين هذا بأن الإنسان إذا خرج يمشي في الأسواق ويبصر زينة الدنيا ثم دخل إلى المقابر فتفكر ورق قلبه فإنه يحس بين الحالتين فرقًا بينًا وسبب ذلك التعرض بأسباب الحوادث فعليك بالعزلة والذكر والنظر في العلم فإن العزلة حمية والفكر والعلم أدوية والدواء مع التخليط لا ينفع اهـ.

مِنْ وَاجبِ النَّاسِ أَنْ يَتُوبُوا ... لَكِنْ تَركَ الذُّنوبِ أَوْجَبْ

وَالدَّهْرُ في صَرفِهِ عَجيبَ ... وَغَفْلَةُ الناسِ عَنْهُ أَعْجَبْ

وَالصَّبرُ في النَائِبَاتِ صَعْبٌ ... لَكِنْ فَوَاتَ الثَّوابِ أَصْعَبْ

وَكُلُّ مَا تَرتَجِي قَريبُ ... وَالوقتُ مِنْ دُوْنِ ذَاكَ أَقْرَبْ

وقال بعضهم:

إخواني السنون مراحل والشهور فراسخ والأيام أميال والأنفاس خطوات والطاعات رءوس الأموال والمعاصي قطاع الطريق والربح الجنة والخسران النار لهذا الخطب شمر المتقون عن سوق الجد في سوق المعاملة كلما رأوا مراكب الحياة تخطف في بحر العمر شغلهم هول ما هم فيه عن التنزه في عجائب البحر فما كان إلا قليل حتى قدموا من السفر فاعتنقتهم الراحة في طريق التلقي فدخلوا بلد الوصل وقد حازوا الربح.

وَصِلُوا إِلى مَوْلاهُمُ وبَقِيْنَا ... وَتَنَعَّمُوا ِبِوصَالِهِ وَشَقِيْنَا

ذَهَبَتْ شَبِيْبَتُنَا وَضَاعَ زَمَانُنَا ... وَدَنَتْ مَنِيِّتُنَا فمن يُنْجِيْنَا

فَتَجمَّعُوا أَهْلَ القَطِيْعَةِ وَالجَفَا ... نَبْكِي شُهُورًا قَدْ مَضَتْ وَسِنينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015