33- قال بعض الوعاظ: أيا راحلين بالإقامة يا هالكين بالسلامة أين من أخذ صفو ما أنتم في كدره، أما وعظكم في سيره بسيره، بل قد حمل بريد الإنذار أخبارهم وأراكم تصفح الآثار آثارهم. وقال: العمر يسير وهو يسير فاقصر عن التقصير في القصير مر العمر والغمر مشغول عن ما ذهب بالذهب.
شعرًا:
تَفوز بِنَا المَنُون وَتَسْتَبِدُ ... وَنَهْلِكُ في الزَّمَانِ وَنُسْتَرَدُّ
وَنَنْظُرُ مَاضِيًا فِي إِثْرِ ماضِ ... لَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ الأَمْرَ جَدُّ
رُوَيْدًا بِالغِرَار مِن المَنَايَا ... فَلَيْسَ يَفُوتُها السِّارِي المُجِدُّ
فَأَيْنَ مُلُوكُنَا المَاضِيْنَ قِدْمَا ... أَعَدُّوْا لِلَّنَوائِبِ وَاسْتَعَدُّوا
أَصَابُوا في الزَّمَانِ نَعِيْمِ عَيْشٍ ... فيا سَرَعَانِ مَا اسْتَلِبُوا وَرَدُّوا
هُمُوا فَرَطٌ لنا في كُلِّ يَوْمٍ ... نَمُدُّهُم وَإِنْ لم يَسْتَمِدُّوا
34- وقال رحمه الله:
يا طالبًا ما لا يدرك تمنى البقاء وما تترك وهل غير الحصاد لزرع قد استوى وأفرك.
وَكَيْفَ أَشيْدُ في يَوْمِي بِنَاءً ... وَأَعْلَمِ أَنَّ في غَدٍ عنه ارْتَحالِي
فَلا تَنْصِبْ خِيَامَكَ في مَحَلٍ ... فَإِنَّ القَاطِنِيْنَ عَلَى احْتِمَالِي
اسمع يا من أعماله رياء وسمعة يا من أعمى الهوى بصره وأصم سمعه. يا من إذا قام إلى الصلاة لم يخلص ركعة، يا نائمًا في انتباهه إلى متى هذه الهجعة، يا غافلاً عن الموت كم قلع الموت من قلعة، وكم دخل دارك فأخذ غيرك،