إِنْ حَلَتْ مَرَّةٌ أَمَرَّتْ مِرَارًا
فِي اكْتِسَابِ الحَلالِ مِنْهَا حِسَابٌ ... وَاكْتِسَابِ الحرامِ يُصْلي النَّارَا
وَلِبَاغِي الأَوْطَارِ مِنْهَا عَناءٌ ... سَوْفَ يَقْضِي وَمَا قَضَى الأَوْطَارَا
كُلُّ لَذَّاتِهَا مُنَغَصَةُ العَيْشِ ... وَأَرْبَاحُهَا تَعُودُ خُسَارَا
وَلَيالي الهُمُومِ فِيْهَا طِوَالٌ ... وَلَيَالِي السُّرُورِ تمضي قِصَارَا
وَكَفَى أَنَّهَا تَظُنُ وإنْ جَادَتْ ... بِنَزْرٍ أَفْنَتْ بِهِ الأَعْمَارَا
وَإِذَا مَا سَقَتْ خُمُورَ الأَمَانِي ... صَيَّرَتْ بَعْدَها المَنَايَا خِمارَا
كَم مَلِيْكٍ مُسَلَّطٍ ذَلَّلتْهُ ... بَعْدَ عِزٍّ فَمَا أَطَاقَ انْتِصَارَا
وَنَعيمٍ قَدْ أَعْقَبَتْهُ بُؤوسٌ ... وَمَغَانٍ قَدْ غَادَرَتْهَا قِفَارَا
أَيُّهَا المُسْتَعِيرُ مِنْهَا مَتَاعًا ... عَنْ قَليلِ تَسْترجِّعُ المُستَعَارَا
عُدِّ عَنْ وَصْلَ مَنْ يُعْيرُكَ مَا ... يَفْْنَى وَيَبْقى إِثمًا وَيَكْسَبُ عَارَا
قَدْ أَرَتْكَ الأَمْثَالُ فِي سَالِفِِِ الدَّ ... هْرِ وَمَا قَدْ أَرَتْكَ فِيكَ اعْتِبَارًا
اللهم نجنا برحمتك من النار وعافنا من دار الخزي والبوار وأدخلنا بفضلك الجنة دار القرار وعاملنا بكرمك وجودك يا كريم يا غفار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
21- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنيت الفتنة على ثلاث، النساء وهن فخ إبليس المنصوب، والشراب وهو سيفه المرهف، والدينار والدرهم وهما سهماه المسمومان، فمن مال إلى النساء لم يصف له عيشه، ومن أحب الشراب لم يمتع بعقله، ومن أحب الدرهم والدينار كان عبدًا لهما.