فَتَبَا لدَار مَا تَزَالَ تعَلُّنَا ... أََفَاوِيْقَ كَأْسٍ مَرَّةً لَيْسَ تَقْنِعُ

سَحَابُ أَمانِيْهَا جَهَامٌ وَبرْقُها ... إِذَا شِيْمَ بَرْقٌ خُلَّبٌ لَيْسَ يَهْمَعُ

تَغُرُّ بنْيَها بِالْمُنَى فَتَقُودُهُمْ ... إِلَى قَعْرِ مَهْوَاةِ بِهَا الْمَرْءُ يُوْضَعُ

فَكَمْ أهَلَكَت فِي حُبِّهَا مِن مُتَيَّمٍ ... وَلَم يَحْظَ مِنْهَا بِالْمُنَى فَيُمَتَّعُ

تَمَنَيْهِ بِالآمَالِ فِي نَيْل وَصْلِهَا ... وَعَنْ غَيّهِ فِي حُبِّهَا لَيْسَ يَنْزِعُ

أَضَاعَ بِهَا عُمْرًا لَهُ لَيْسَ رَاجِعًا ... وَلَمْ يَنَلْ الأَمْرَ الَّذِي يُتَوَقَّعُ

فَصَارَ لَهَا عَبْدًا لِجَمْعٍ حُطَامِها ... وَلَمْ يَهْنَ فِيْهَا بِالَّذِي كَانَ يَجْمَعُ

وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لأَغْنَتْهُ بُلْغَةٌ ... مِن العَيْشِ فِي الدُّنْيَا وَلم يَكُ يَجْشَعُ

إِلَى أَنْ تُوَافِيْهِ الْمِنِيِّةُ وَهْوَ بَالْ ... قَنَاعَةِ فِيْهَا آمِنًا لاَ يُرَوَّعُ

مَصَائِبُها عَمَّتْ فلَيْسَ بِمُفْلَتٍ ... شُجَاٌع وَلاَ ذُو ذِلَّةٌ لَيْسَ يَدْفَعُ

وَلا سَابِحٌ فِي قَعْرِ بَحْرٍ وَطَائِرُ ... يُدَوِّمُ فِي بُوْحِ الفَضَاءِ وَيَنْزِعُ

وَلاَذُوْ امْتِنَاعٍ فِي بُرُوجٍ مُشِيْدَةٍ ... لَهَا فِي ذُرَى جَوِّ السَّمَاءِ تَرَفُّعُ

أَصَارَتْهُ مِنْ بَعْدِ الْحَيَاةِ بِوَهْدَةٍ ... لَهُ مِنْ ثَرَاهَا آَخِرَ الدَّهْرِ مَضْجَعُ

تَسَاوَى بِهَا مَنْ حَلَّ تَحْتَ صَعِيْدَهَا ... عَلَى قُرْبِ عَهْدٍ بِالْمَمَاتِ وَتُبَّعُ

فَسِيَّانِ ذُو فَقْرٍ بِهَا وَذُوُو الْغِنَى ... وَذُوْ لَكَنْ عِنْدَ الْمَقَالِ وَمِصْقَعُ

وَمَنْ لَمْ يَخَفْ عِنْدَ النَّوَائِبِ حَتْفَهُ ... وَذُوْ جُبُنٍ خَوْفًا مِن المَوْتِ يُسْرِعُ

وَذُوْ جَشَعٍ يَسْطُو بِنَابِ وَمَخْلَبٍ ... وَكُلُّ بِغَاثٍ ذِلَّةً لَيْسَ يَمْنَعُ

وَمَنْ مَلَكَ الآَفَاتَ بَأْسًا وَشِدَّةً ... وَمَنْ كَانَ مِنْهَا بِالضَّرُوْرَةِ يَقنَعُ

وَلَوْ كَشَفَ الأَجْدَاثَ مُعْتَبِرًا لَهُمْ ... لِيَنظُرَ آَثَارَ البِلَى كَيْفَ يَصْنَعُ

لَشَاهَدَ أَحْدَاقًا تَسِيْل وَأَوْجُهَا ... مُعَفَّرَةٌ فِي التُّرْبِ شُوْهًا تُفَزِّعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015