ودفن بتربة مسجد الذبان، المشهورة بتربة الأشراف، عن نحو ستين سنة، ولم يكن له حظ من محمد بن محبّ الدين المذكور، وقد توفي بعده ليلة الأربعاء ثاني عشرين شوال منها.
وفي يوم الاثنين المذكور لبس القاضي الشافعي الولوي بن الفرفور، خلعة الرضى عليه من المقام الشريف، بشفاعة النائب، بعد إشاعة عزله بخاله المحب بن الخيضري، ناظر الجوالي يومئذ، من حضرة النائب بدار السعادة، ثم خرج وركب معه القضاة والمباشرون على العادة، خلا القاضي المالكي فإنه متوعك.
وفي هذه الأيام شورك بين تقي الدين القاري، وشهاب الدين الرملي، في إمامة جامع الأموي نيابة، بعد أمور جرت في حق كل منهما. وفي يوم الأربعاء سادس عشره سقط الولد المراهق محمد بن المعلم علي المعمار، المعروف بالأكشر، من مكان عال فمات، وحزن الناس عليه، ولم يكن والده من دفنه حتى أخذ منه مال.
وفي يوم الخميس سابع عشره دخل من مصر إلى دمشق الأمير أينال باي دوادار سكين، بعثه المقام الشريف لعمارة قبة يلبغا، ولعمارة المصطبة، ولعمارة قصره، ولعمارة جميع القلاع، وبيع ما يحتاج إلى بيعه فيها.
وفي يوم الخميس رابع عشريه سافر النائب للسلام على الودادار الكبير طومان باي؛ والقلعة قد شرع نائبها في تحصينها؛ وقد غلت أسعار الدبس والزيت والسيرج والناس في كلام مختلف.
وفي هذه الأيام ثبت على البرهان بن الإخنائي، بشهادة الأمير ابن الشيباني، والمؤذن، للنائب العطيبي الأطروش، أنهما رأيا هلال رمضان ليلة الاثنين، وأن العيد يوم الأربعاء، قال شيخنا المحيوي النعيمي: والحال أني رايته عشية الثلاثاء ليلة الأربعاء قد غاب قبل آذان العشاء، فدل على أنه ابن ليلتين، ليلة الثلاثاء وليلة الأربعاء فلو كان ابن ثلاث ليال لم يغب إلا بعد العشاء.
وأيضاً المنجمون وافقوا على ذلك، إلا أن العيد يوم الأربعاء لنقصانه، فأوله الثلاثاء وآخره الثلاثاء، والعجب أنه رئي بكرة يوم الاثنين ثامن عشري رمضان عالياً بحيث قطع العوام أن العيد الخميس؛ ثم في ليلة الأربعاء حصل غيم كثير فلم ير، فعيد الناس بوم الأربعاء سابع تشرين الثاني، ثم رئي ليلة الخميس ثاني العيد كبيراً، واستمر إلى قبيل العشاء كما رأيته ثاني ليلة من رمضان، انتهى.