وفي ليلة الثلاثاء سادس عشره عقد جلال الدين محمد بن علاء الدين البصروي، عقد ولديه محمود وأحمد، على ابنتي محمد بن عبد الله الطواقي، من أهل محلّة مسجد الطالع، وأولم على ذلك، وحضر النائب والقضاة، وقرأ له الشمسي بن المبيض الواعظ، مولداً.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشريه تجهّز النائب وسافر، ومكث على جسر زينون، وقد تواترت الأخبار بمجيء الدوادار الكبير بمصر، طومان باي، من مصر، ثم تبيّن أن النائب إنما سافر ليقبض على نائب بيروت، فهرب في البحر.

وفي هذه الأيام طلب القاضي الشافعي من شهاب الدين الرملي، ألف درهم، فتقاعد، ثم أكّد عليه، فأتى بخمسمائة، ثم طلب خطّه بذلك، فاغتاظ، فعزله، وولّي نيابة الإمامة بالأموي لتقي الدين القاري، وقد وعده فيها بمبلغ كبير.

وفيها ورد المرسوم الشريف بإعادة الحجوبية الكبرى لصنطباي، بعد أن ولّيت لغيره، وأتى متسلّمه وحكم؛ وقد كان ملك الأمراء بجسر زينون، فسافر الساعي إليه بالمرسوم ليعلم ذلك.

وفيها كثرت علّة الزكام في الناس، وفي بعضهم بزيادة سعال. - وفي يوم الجمعة خامس عشريه، بعد صلاتها بالأموي، نادى مناد على السدة بالصلاة غائبة على قاضي القضاة عبد البرّ بن الشحنة الحنفي، فصلّينا عليه تقليداً للشافعي، ولم يثن الناس عليه خيراً، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الأربعاء ثاني رمضان منها، رجع النائب إلى دمشق، بعد أن قبض على جماعة من أكابر بيروت، لهروب نائبها منه. - وفي ليلة يوم الاثنين سابعه توفي فجأة السيد عمر البوصيني ثم المزّي ثم الدمشقي الحبال، بحانوته بباب الجابية، الساكن بزقاق ابن العلاف بميدان الحصى، في بيت الصالح محمد القلم، الذي أيّد له شيخه ومحبّه تقيّ الدين الحصني البوصيني بالعلم بالعين، ثم وقفها قبل موته على ولده العالم الصالح عمر المولّه، ثم على ذريته على زاوية شيخ الإسلام تقيّ الدين الحصني بالشاغور جوار المزار؛ وهذا الرجل المتوفى من أقارب الشيخ تقي الدين المذكور، فأسكن بها إلى أن توفي ليلتئذ، وغسل وكفن وحمل وصلّي عليه بباب هذه الزاوية، التي أحدثها المحبّ ابن أخي الشيخ تقيّ الدين الحصني، ثم حمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015