التفاسير، والحياة مع القرآن لحظات أو ساعات، هذه كلها لا يجوز أن تكون إلّا وسائل لغاية، ولا يمكن أن تكون بحد ذاتها غايات .. لأنه إن وقف عندها واكتفى بتحقيقها وتحصيلها، فلن يحيا بالقرآن ولن يعيش مع القرآن ولن يدرك كيفية التعامل مع القرآن! ..
ونحن نعلم أن من المسلمين من يكتفى بها، ويقعد عندها، ويجعلها هى الهدف المرجو والغاية المطلوبة، لكن هؤلاء لم يفهموا القرآن، ولم يعيشوا به!!.
المؤمن عند ما يصاحب القرآن فى رحلة شيقة ممتعة لا بد أن ينظر فى ما حصله فيها، ولا بد أن يقوّم هذه الرحلة، ويعرف كم ربح فيها، وكم استفاد منها، وكم جنى من ثمار مباركة دانية .. إن الثمار التى يرجوها لن تكون إلّا فى تحقيق الغاية التى حددها وطلبها .. وهو عند ما يكون قارئا سيسأل القرآن عن غايته، وعن غاية المؤمن من تلاوته، وسيجد فى القرآن الجواب الواضح البين، وقد سبق أن تحدثنا عن غاية القرآن فى الحياة عند حديثنا عن «الالتفات إلى الأهداف الأساسية للقرآن» و «ملاحظة المهمة العملية الحركية للقرآن» وغيرهما من مفاتيح التعامل مع القرآن ..
يحدد القرآن للمؤمن المتدبر الغاية من قراءته فيه وتعامله معه وتدبره له .. قال تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (27) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23) [الزمر: 22 - 23].
إن الغاية المحددة هنا هى «الهدى» .. ذلك هدى الله يهدى به من