إن ما قررناه فى القاعدة السابقة يقود إلى هذا المفتاح والمقياس والميزان، إن قارئ القرآن عليه أن يتمتع «بملكة نقدية» أثناء نظره فى التفاسير واطلاعه على أقوال أصحابها .. فلا يقبل على كل ما فيها مهما كان، باسم احترام صاحبه وتوقيره، وباسم علم السابقين وفقههم وإدراكهم، ومن نحن حتى نرفض لهم شيئا، أو نرد لهم قولا؟
إننا لا نتحدث هنا عن احترام العالم المفسر وتوقيره، والنظر له بعين الإكبار والإجلال والتقدير، لأننا نعتقد أن هذه بدهية مقررة، تمثل حقيقة دائمة يجب استحضارها دائما، وعدم مفارقتها أو مخالفتها لحظة واحدة ..
وهى سبب أساسى للحصول على رحمة الله ونعمته فى التعليم والإدراك والتلقى، ومن فقد هذا السبب وتخلى عن هذا الشرط، فإنه محروم من هذه الفيوضات والفتوحات والمنح والعطايا الربانية .. فلا يجوز بحال أن يطيل القارئ لسانه على أحد العلماء السابقين، أو أن يقع فى علمه ودينه، ويتهمه فى نيته وعقيدته، ويجهله فى علمه وعقله وتفكيره، ويلغى كل نتاجه العلمى نتيجة لخطأ أو أخطاء وقع بها.
حديثنا هنا عن تعامل القارئ مع العالم المفسر- الذى يحكمه إجلاله وإكباره وتقديره واحترامه له- وهو أن يقرأ فى نتاجه قراءة فاحصة،