الْحَادِيَة عشرَة تذكير الاشارة فِي قَوْله تَعَالَى {فذانك برهانان} مَعَ أَن الْمشَار اليه الْيَد والعصا وهما مؤنثان وَلَكِن الْمُبْتَدَأ عين الْخَبَر فِي الْمَعْنى والبرهان مُذَكّر وَمثله {ثمَّ لم تكن فتنتهم إِلَّا أَن قَالُوا} فِيمَن نصب الْفِتْنَة وأنث الْفِعْل
الثَّانِيَة عشرَة قَوْلهم علمت زيد من هُوَ بِرَفْع زيد جَوَازًا لِأَنَّهُ نفس من فِي الْمَعْنى
الثَّالِثَة عشرَة قَوْلهم إِن أحدا لَا يَقُول ذَلِك فأوقع أحدا فِي الْإِثْبَات لِأَنَّهُ نفس الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي يَقُول وَالضَّمِير فِي سِيَاق النَّفْي فَكَأَن أحدا كَذَلِك وَقَالَ
1143 - (فِي لَيْلَة لَا نرى بهَا أحدا ... يَحْكِي علينا إِلَّا كواكبها)
فَرفع كواكبها بَدَلا من ضمير يَحْكِي لِأَنَّهُ رَاجع إِلَى أحدا وَهُوَ وَاقع فِي سِيَاق غير الايجاب فَكَانَ الضَّمِير كَذَلِك
وَهَذَا الْبَاب وَاسع وَلَقَد حكى أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه سمع شخصا من أهل الْيمن يَقُول فلَان لغوب أَتَتْهُ كتابي فاحتقرها فَقَالَ لَهُ كَيفَ قلت أَتَتْهُ كتابي فَقَالَ أَلَيْسَ الْكتاب فِي معنى الصَّحِيفَة
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة لرؤبة بن العجاج لما أنْشد
1144 - (فِيهَا خطوط من سَواد وبلق ... كَأَنَّهُ فِي الْجلد توليع البهق)