وَمن ذَلِك أَن يُبَادر فِي نَحْو المصطفين والأعلين إِلَى الحكم بِأَنَّهُ مثنى وَالصَّوَاب أَن ينظر أَولا فِي نونه فَإِن وجدهَا مَفْتُوحَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّهُم عندنَا لمن المصطفين الأخيار} حكم بِأَنَّهُ جمع وَفِي الْآيَة دَلِيل ثَان وَهُوَ وَصفه بِالْجمعِ وثالث وَهُوَ دُخُول من التبعيضية عَلَيْهِ بعد {وَأَنَّهُمْ} ومحال أَن يكون الْجمع من الِاثْنَيْنِ وَقَالَ الْأَحْنَف بن قيس

113 - (تحلم عَن الأدنين واستبق ودهم ... وَلنْ تَسْتَطِيع الْحلم حَتَّى تحلما)

وَمن ذَلِك أَن يعرب الْيَاء وَالْكَاف وَالْهَاء فِي نَحْو غلامي أكرمني وغلامك أكرمك وَغُلَامه أكْرمه إعرابا وَاحِدًا أَو بعكس الصَّوَاب فَليعلم أَنَّهُنَّ إِذا اتصلن بِالْفِعْلِ كن مفعولات وَإِن اتصلن بِالِاسْمِ كن مُضَافا إلَيْهِنَّ وَيسْتَثْنى من الأول نَحْو أرأيتك زيدا مَا صنع وأبصرك زيدا فَإِن الْكَاف فيهمَا حرف خطاب وَمن الثَّانِي نَوْعَانِ نوع لَا مَحل فِيهِ لهَذِهِ الْأَلْفَاظ وَذَلِكَ نَحْو قَوْلهم ذَلِك وَتلك وإياي وَإِيَّاك وإياه فَإِنَّهُنَّ أحرف تكلم وخطاب وغيبة وَنَوع هِيَ فِيهِ فِي مَحل نصب وَذَلِكَ نَحْو الضاربك والضاربه على قَول سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ لَا يُضَاف الْوَصْف الَّذِي ب ال إِلَى عَار مِنْهَا وَنَحْو قَوْلهم لَا عهد لي بألأم قفا مِنْهُ وَلَا أوضعه بِفَتْح الْعين فالهاء فِي مَوضِع نصب كالهاء فِي الضاربة إِلَّا أَن ذَلِك مفعول وَهَذَا مشبه بالمفعول لِأَن اسْم التَّفْضِيل لَا ينصب الْمَفْعُول إِجْمَاعًا وَلَيْسَت مُضَافا إِلَيْهَا وَإِلَّا لخفض أوضع بالكسرة وعَلى ذَلِك فَإِذا قلت مَرَرْت بِرَجُل أَبيض الْوَجْه لَا أحمره فان فتحت الرَّاء فالهاء مَنْصُوبَة الْمحل وَإِن كسرتها فَهِيَ مجرورته وَمن ذَلِك قَوْله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015