وَهَاهُنَا تَنْبِيهَانِ
أَحدهمَا أَن الزَّمَخْشَرِيّ قَالَ فِي {أُولَئِكَ سيرحمهم الله} إِن السِّين مفيدة وجود الرَّحْمَة لَا محَالة فَهِيَ مُؤَكدَة للوعد وَاعْتَرضهُ بعض الْفُضَلَاء بِأَن وجود الرَّحْمَة مُسْتَفَاد من الْفِعْل لَا من السِّين وَبِأَن الْوُجُوب الْمشَار إِلَيْهِ بقوله لَا محَالة لَا إِشْعَار للسين بِهِ وَأجِيب بِأَن السِّين مَوْضُوعَة للدلالة على الْوُقُوع مَعَ التَّأَخُّر فَإِذا كَانَ الْمقَام لَيْسَ مقَام تَأَخّر لكَونه بِشَارَة تمحضت لإِفَادَة الْوُقُوع وبتحقق الْوُقُوع يصل إِلَى دَرَجَة الْوُجُوب
الثَّانِي
قَالَ بَعضهم فِي {سَتَجِدُونَ آخَرين} السِّين للاستمرار لَا للاستقبال مثل {سَيَقُولُ السُّفَهَاء} فَإِنَّهَا نزلت بعد قَوْلهم {مَا ولاهم عَن قبلتهم} الْآيَة وَلَكِن دخلت السِّين إشعارا بالاستمرار اه
وَالْحق أَنَّهَا للاستقبال وَأَن يَقُول بِمَعْنى يسْتَمر على القَوْل وَذَلِكَ مُسْتَقْبل فَهَذَا فِي الْمُضَارع نَظِير {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا آمنُوا} فِي الْأَمر هَذَا إِن سلم أَن قَوْلهم سَابق على النُّزُول وَهُوَ خلاف الْمَفْهُوم من كَلَام الزَّمَخْشَرِيّ فَإِنَّهُ سَأَلَ مَا الْحِكْمَة فِي الْإِعْلَام بذلك قبل وُقُوعه
20 - تَمام الْعشْرين قَوْلهم فِي نَحْو جَلَست أَمَام زيد إِن زيدا مخفوض بالظرف وَالصَّوَاب أَن يُقَال مخفوض بِالْإِضَافَة فَإِنَّهُ لَا مدْخل فِي الْخَفْض لخصوصية كَون الْمُضَاف ظرفا