وَكَذَا الْبَحْث فِي أنشأت كتابا وَعمل فلَان خيرا و {آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات}
وَزعم ابْن الْحَاجِب فِي شرح الْمفصل وَغَيره أَن الْمَفْعُول وَالْمُطلق يكون جملَة وَجعل من ذَلِك نَحْو قَالَ زيد عَمْرو منطلق وَقد مضى رده وَزعم أَيْضا فِي أنبأت زيدا عمرا فَاضلا أَن الأول مفعول بِهِ وَالثَّانِي وَالثَّالِث مفعول مُطلق لِأَنَّهُمَا نفس النبأ قَالَ بِخِلَاف الثَّانِي وَالثَّالِث فِي أعلمت زيدا عمرا فَاضلا فَإِنَّهُمَا مُتَعَلقا الْعلم لَا نَفسه وَهَذَا خطأ بل هما أَيْضا منبأ بهما لَا نفس النبأ وَهَذَا الَّذِي قَالَه لم يقلهُ أحد وَلَا يَقْتَضِيهِ النّظر الصَّحِيح
18 - الثَّامِن عشر قَوْلهم إِن كَاد إِثْبَاتهَا نفي ونفيها إِثْبَات فَإِذا قيل كَاد يفعل فَمَعْنَاه أَنه لم يفعل وَإِذا قيل لم يكد يفعل فَمَعْنَاه أَنه فعله دَلِيل لأوّل {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَك عَن الَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك} وَقَوله
1123 - (كَادَت النَّفس أَن تفيض عَلَيْهِ ... )
وَدَلِيل الثَّانِي {وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} وَقد اشْتهر ذَلِك بَينهم حَتَّى جعله المعري لغزا فَقَالَ
(أنحوي هَذَا الْعَصْر مَا هِيَ لَفْظَة ... جرت فِي لساني جرهم وَثَمُود)
(إِذا اسْتعْملت فِي صُورَة الْجحْد أَثْبَتَت ... وَإِن أَثْبَتَت قَامَت مقَام جحود)