مَعنا عدد مُمَيّز بمذكر ومؤنث وَكِلَاهُمَا مِمَّا لَا يعقل وفصلا من الْعدَد بِكَلِمَة بَين قَالَ

112 - (فطافت ثَلَاثًا بَين يَوْم وَلَيْلَة ... )

17 - السَّابِع عشر قَوْلهم فِي نَحْو {خلق الله السَّمَاوَات} إِن السَّمَوَات مفعول بِهِ وَالصَّوَاب أَنه مفعول مُطلق لِأَن الْمَفْعُول الْمُطلق مَا يَقع عَلَيْهِ اسْم الْمَفْعُول بِلَا قيد نَحْو قَوْلك ضربت ضربا وَالْمَفْعُول بِهِ مَا لَا يَقع عَلَيْهِ ذَلِك إِلَّا مُقَيّدا بِقَوْلِك بِهِ كضربت زيدا وَأَنت لَو قلت السَّمَوَات مفعول كَمَا تَقول الضَّرْب مفعول كَانَ صَحِيحا وَلَو قلت السَّمَوَات مفعول بهَا كَمَا تَقول زيد مفعول بِهِ لم يَصح

وَقد يُعَارض هَذَا بِأَن يصاغ لنَحْو السَّمَوَات فِي الْمِثَال اسْم مفعول تَامّ فَيُقَال فالسموات مخلوقة وَذَلِكَ مُخْتَصّ بالمفعول بِهِ

إِيضَاح آخر الْمَفْعُول بِهِ مَا كَانَ مَوْجُودا قبل الْفِعْل الَّذِي عمل فِيهِ ثمَّ أوقع الْفَاعِل بِهِ فعلا وَالْمَفْعُول الْمُطلق مَا كَانَ الْفِعْل الْعَامِل فِيهِ هُوَ فعل إيجاده وَالَّذِي غر أَكثر النَّحْوِيين فِي هَذِه الْمَسْأَلَة أَنهم يمثلون الْمَفْعُول الْمُطلق بِأَفْعَال الْعباد وهم إِنَّمَا يجْرِي على أَيْديهم إنْشَاء الْأَفْعَال لَا الذوات فتوهموا أَن الْمَفْعُول الْمُطلق لَا يكون إِلَّا حَدثا وَلَو مثلُوا بِأَفْعَال الله تَعَالَى لظهر لَهُم أَنه لَا يخْتَص بذلك لِأَن الله تَعَالَى موجد للأفعال والذوات جَمِيعًا لَا موجد لَهما فِي الْحَقِيقَة سواهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا الَّذِي ذكرته الْجِرْجَانِيّ وَابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015