وَفِي الْكَشَّاف فَإِن قلت مَا معنى لن يغلب عسر يسرين قلت هَذَا حمل على الظَّاهِر وَبِنَاء على قُوَّة الرَّجَاء وَأَن وعد الله لَا يحمل إِلَّا على أبلغ مَا يحْتَملهُ اللَّفْظ وَالْقَوْل فِيهِ أَن الْجُمْلَة الثَّانِيَة يحْتَمل أَن تكون تكريرا لأولى كتكرير {ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين} لتقرير مَعْنَاهَا فِي النُّفُوس وكتكرير الْمُفْرد فِي جَاءَ زيد زيد وَأَن تكون الأولى عدَّة بِأَن الْعسر مردوف باليسر لَا محَالة وَالثَّانيَِة عدَّة مستأنفة بِأَن الْعسر متبوع باليسر لَا محَالة فهما يسران على تَقْدِير الِاسْتِئْنَاف وَإِنَّمَا كَانَ الْعسر وَاحِدًا لِأَن اللَّام إِن كَانَت فِيهِ للْعهد فِي الْعسر الَّذِي كَانُوا فِيهِ فَهُوَ هُوَ لِأَن حكمه حكم زيد فِي قَوْلك إِن مَعَ زيد مَالا إِن مَعَ زيد مَالا وَإِن كَانَت للْجِنْس الَّذِي يُعلمهُ كل أحد فَهُوَ هُوَ أَيْضا وَأما الْيُسْر فمنكر متناول لبَعض الْجِنْس فَإِذا كَانَ الْكَلَام الثَّانِي مستأنفا فقد تنَاول بَعْضًا آخر وَيكون الأول مَا تيَسّر لَهُم من الْفتُوح فِي زَمَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالثَّانِي مَا تيَسّر فِي أَيَّام الْخُلَفَاء وَيحْتَمل أَن المُرَاد بهما يسر الدُّنْيَا وَيسر الْآخِرَة مثل {هَل تربصون بِنَا إِلَّا إِحْدَى الحسنيين} وهما الظفر وَالثَّوَاب اهـ مُلَخصا
وَقَالَ بَعضهم الْحق أَن فِي تَعْرِيف الأول مَا يُوجب الِاتِّحَاد وَفِي التنكير يَقع الِاحْتِمَال والقرينة تعين وبيانها هُنَا أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ هُوَ وَأَصْحَابه فِي عسر الدُّنْيَا فَوسعَ الله عَلَيْهِم بالفتوح والغنائم ثمَّ وعد عَلَيْهِ الصَّلَاة