مَحْذُوف وَمثله {وَاذْكُر رَبك كثيرا} وَقَول ابْن دُرَيْد

111 - (واشتعل المبيض فِي مسوده ... مثل اشتعال النَّار فِي جزل الغضى)

أَي أكلا رغدا وذكرا كثيرا واشتعالا مثل اشتعال النَّار

قيل وَمذهب سِيبَوَيْهٍ والمحققين خلاف ذَلِك وَأَن الْمَنْصُوب حَال من ضمير مصدر الْفِعْل وَالْأَصْل فكلاه واشتعله أَي فكلا الْأكل واشتعل الاشتعال وَدَلِيل ذَلِك قَوْلهم سير عَلَيْهِ طَويلا وَلَا يَقُولُونَ طَوِيل وَلَو كَانَ نعتا للمصدر لجَاز وبدليل أَنه لَا يحذف الْمَوْصُوف إِلَّا وَالصّفة خَاصَّة بِجِنْسِهِ تَقول رَأَيْت كَاتبا وَلَا تَقول رَأَيْت طَويلا لِأَن الْكِتَابَة خَاصَّة بِجِنْس الْإِنْسَان دون الطول

وَعِنْدِي فِيمَا احْتَجُّوا بِهِ نظر أما الأول فلجواز أَن الْمَانِع من الرّفْع كَرَاهِيَة اجْتِمَاع مجازين حذف الْمَوْصُوف وتصيير الصّفة مَفْعُولا على السعَة وَلِهَذَا يَقُولُونَ دخلت الدَّار بِحَذْف فِي توسعا وَمنعُوا دخلت الْأَمر لِأَن تعلق الدُّخُول بالمعاني مجَاز وَإِسْقَاط الْخَافِض مجَاز وتوضيحه أَنهم يَفْعَلُونَ ذَلِك فِي صفة الأحيان فَيَقُولُونَ سير عَلَيْهِ زمن طَوِيل فَإِذا حذفوا الزَّمَان قَالُوا طَويلا بِالنّصب لما ذكرنَا وَأما الثَّانِي فَلِأَن التَّحْقِيق أَن حذف الْمَوْصُوف إِنَّمَا يتَوَقَّف على وجدان الدَّلِيل لَا على الِاخْتِصَاص بِدَلِيل {وألنا لَهُ الْحَدِيد أَن اعْمَلْ سابغات} أَي دروعا سابغات وَمِمَّا يقْدَح فِي قَوْلهم مَجِيء نَحْو قَوْلهم اشْتَمَل الصماء أَي الشملة الصماء والحالية متعذرة لتعريفه

5 - وَالْخَامِس قَوْلهم الْفَاء جَوَاب الشَّرْط وَالصَّوَاب أَن يُقَال رابطة لجواب الشَّرْط وَإِنَّمَا جَوَاب الشَّرْط الْجُمْلَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015