للمستقبل كَمَا تَقول الْيَوْم ظرف للسَّفر فَإِن الزَّمَان قد يَجْعَل ظرفا للزمان مجَازًا كَمَا تَقول كتبته فِي يَوْم الْخَمِيس فِي عَام كَذَا فَإِن الثَّانِي حَال من الأول فَهُوَ ظرف لَهُ على الاتساع وَلَا يكون بَدَلا مِنْهُ إِذْ لَا يُبدل الْأَكْثَر من الْأَقَل على الْأَصَح وَلَو قَالُوا ظرف مُسْتَقْبل لسلموا من الإسهاب والإبهام الْمَذْكُورين
وَالرَّابِعَة أَن قَوْلهم غَالِبا رَاجع إِلَى قَوْلهم فِيهِ معنى الشَّرْط كَذَا يفسرونه وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَن كَونه ظرفا وَكَونه للزمان وَكَونه للمستقبل لَا يتخلفن وَقد بَينا فِي بحث إِذا أَن الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك
3 - الثَّالِث قَوْلهم النَّعْت يتبع المنعوت فِي أَرْبَعَة من عشرَة وَإِنَّمَا ذَلِك فِي النَّعْت الْحَقِيقِيّ فَأَما السَّبي فَإِنَّمَا يتبع فِي اثْنَيْنِ من خَمْسَة وَاحِد من أوجه الْإِعْرَاب وَوَاحِد من التَّعْرِيف والتنكير وَأما الْإِفْرَاد والتذكير وأضدادهما فَهُوَ فِيهَا كالفعل تَقول مَرَرْت برجلَيْن قَائِم أبواهما وبرجال قَائِم آباؤهم وبرجل قَائِمَة أمه وبامرأة قَائِم أَبوهَا وَإِنَّمَا يَقُول قَائِمين أبواهما وقائمين آباؤهم من يَقُول أكلوني البراغيث وَفِي التَّنْزِيل {رَبنَا أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا} غير أَن الصّفة الرافعة للْجمع يجوز فِيهَا فِي الفصيح أَن تفرد وَأَن تكسر وَهُوَ أرجح على الْأَصَح كَقَوْلِه
111 - (بكرت عَلَيْهِ بكرَة فَوَجَدته ... قعُودا عَلَيْهِ بالصريم عواذله) وَصَحَّ الاستشهاد بِالْبَيْتِ لِأَن هَذَا الحكم ثَابت أَيْضا للْخَبَر وَالْحَال
4 - وَالرَّابِع قَوْلهم فِي نَحْو {وكلا مِنْهَا رغدا} إِن رغدا نعت مصدر