وَأما قَول الزَّمَخْشَرِيّ فِي قَول الله عز وَجل {قل هُوَ للَّذين آمنُوا هدى وشفاء وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ فِي آذانهم وقر} إِنَّه يجوز أَن يكون تَقْدِيره هُوَ فِي آذانهم وقر فَحذف الْمُبْتَدَأ أَو فِي آذانهم مِنْهُ وقر وَالْجُمْلَة خبر الَّذين مَعَ إِمْكَان أَن يكون لَا حذف فِيهِ فوجهه أَنه لما رأى مَا قبل هَذِه الْجُمْلَة وَمَا بعْدهَا حَدِيثا فِي الْقُرْآن قدر مَا بَينهمَا كَذَلِك وَلَا يُمكن أَن يكون حَدِيثا فِي الْقُرْآن إِلَّا على ذَلِك اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يقدر عطف الَّذين على الَّذين وَوقر على هدى فَيلْزم الْعَطف على معمولي عاملين وسيبويه لَا يُجِيزهُ وَعَلِيهِ فَيكون {فِي آذانهم} نعتا لوقر قدم عَلَيْهِ فَصَارَ حَالا
وَأما قَول الْفَارِسِي فِي أول مَا أَقُول إِنِّي أَحْمد الله فِيمَن كسر الْهمزَة إِن الْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره ثَابت فقد خُولِفَ فِيهِ وَجعلت الْجُمْلَة خَبرا وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ الْمَسْأَلَة وَذكرهَا أَبُو بكر فِي أُصُوله وَقَالَ الْكسر على الْحِكَايَة فَتوهم الْفَارِسِي أَنه أَرَادَ الْحِكَايَة بالْقَوْل الْمَذْكُور فَقدر الْجُمْلَة مَنْصُوبَة الْمحل فَبَقيَ لَهُ الْمُبْتَدَأ بِلَا خبر فقدره وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو بكر أَنه حكى لنا اللَّفْظ الَّذِي يفْتَتح بِهِ قَوْله
خَاتِمَة
وَإِذ قد انجر بِنَا القَوْل إِلَى ذكر الْحَذف فلنوجه القَوْل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ من الْمُهِمَّات فَنَقُول
ذكر شُرُوطه وَهِي ثَمَانِيَة
1 - أَحدهَا وجود دَلِيل حَالي كَقَوْلِك لمن رفع سَوْطًا زيدا بإضمار